لغز الجثة الرابعة.. تضارب بين حماس وإسرائيل حول هوية الجثمان المسلَّم لتل أبيب

أثار تسليم حركة حماس للجثة الرابعة إلى إسرائيل، حالة من الجدل والتضارب بشأن هوية الجثمان، بعدما أكدت مصادر إسرائيلية أن الجثة لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الجثة تعود لفلسطيني يُشتبه في تعاونه مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد قُتل في قطاع غزة خلال العام الماضي. وأضافت الصحيفة أن هوية الرجل كانت محل خلاف بين الجهات الأمنية الإسرائيلية في البداية، قبل أن يتم التحقق منها من خلال الفحوص الطبية.

وأشار المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب، في بيان رسمي، إلى أن نتائج الفحص أظهرت أن الجثة الرابعة التي تسلمتها إسرائيل "لا تطابق أي من ملفات الرهائن أو المفقودين الإسرائيليين"، ما أكد استبعاد فرضية كونها لأحد المحتجزين لدى حماس.

من جانبه، صرّح مسؤول أمني إسرائيلي للصحيفة ذاتها، بأن الجثمان يعود لفلسطيني من سكان الضفة الغربية المحتلة، سبق أن اعتقلته إسرائيل بتهم تتعلق بالأمن القومي، دون أن يكشف عن اسمه أو مزيد من التفاصيل حول ظروف مقتله.

وفي المقابل، نشرت وسائل إعلام فلسطينية في غزة صورة للجثة التي تم تسليمها، مشيرة إلى أنها تعود لفلسطيني كان معروفًا في محيطه المحلي، كما عرضت صورة سلاح قالت إنه كان بحوزته لحظة مقتله.

ويأتي هذا التطور بعد أن كانت حماس قد أبلغت الوسطاء نيتها تسليم جثامين أربعة إسرائيليين ضمن صفقة تبادل محدودة مع الجانب الإسرائيلي، قبل أن يتضح لاحقًا أن إحدى الجثث ليست لإسرائيلي بل لفلسطيني، ما أضفى مزيدًا من الغموض على العملية وتفاصيل التنسيق بين الطرفين.

وتشير التحليلات في الإعلام العبري إلى أن هذا الخطأ – أو التضارب – قد يعقد الجهود الجارية للتوصل إلى صفقة تبادل أوسع تشمل الرهائن والأسرى، في ظل استمرار الاتصالات المكثفة بين الوسطاء الإقليميين لتثبيت التهدئة في غزة.